|
ماركة الدجاج التركي (الكفيل)..!
|
|
إنتاح [العتبة العباسية] و [مجموعة كربلاء العالمية]..!
|
|
داخل مجزرة مودورنو التركية..!
|
|
ماركة الدجاج التركي (مودورنو)..
|
عجيب أمر هؤلاء الناس الذين يتاجرون بكل شيء أو أي شيء ما دام يدر عليهم ربحاً مادياً عظيماً ولو كان سحتا حراما ينبت لحومهم ولحوم أولادهم منه. فالمهم هو الكسب المادي وحب الدنيا فقط، أما الآخرة وما أظمره الله للغشاشين والكذابين والنصابين فذلك مما غيبت عنه عقولهم. على الرغم من ادعائهم أنهم القائمين على أمر هذا الدين وأتباعه.
في أوائل شهر أيلول المنصرم، وكنت أسكن في مدينة يلوا التركية على ساحل بحر مرمرة قبالة مدينة اسطنبول. اتصل بي أحد أصدقائي (يسكن نفس المدينة) وهو تاجر دجاج وبيض قديم عرف بهذه المهنة منذ عقدين من السنين، مقترحا عليّ أن نتشارك في تصدير صفقات من الدجاج التركي إلى العراق، وهو قد اتفق مع أحد التجار هناك لاستلام هذه الصفقات.
انبسطت أساريري لهذا العرض فمنه أشغل وقتي ومنه أستفيد مادياً. فوافقت على الفور وتواعدنا للمضي قدما في هذا المشروع بمساعدة أحد الإخوة العراقيين المقيمين هناك، لأنه كان يتكلم اللغة التركية وله علاقات جيدة مع من يستطيع أن يساعدنا في مشوارنا للبحث عن مجزرة يمكن أن نبرم معها العقد.
سافرنا ذات صباح للبحث وكانت وجهتنا مدينة (باندرمه) التي تشتهر بمجازر الدواجن. فاطلعنا على بعضها، وأخذنا فكرة جيدة عن كيفية ذبحها وتعليبها وتصديرها، ثم انحدرنا منها إلى مدينة (بولو) لنفس الغرض. فدخلنا مجزرة تسمى (مودورنو) كما هو واضح من الصور المرفقة......
وسأروي لكم تفاصيل جولتنا في هذه المجزرة موضوعة البحث وأهميتها:
استقبلنا السيد مدير الانتاج بكل أدب وظيّفنا بمشروب بارد لذيذ، ثم أمر أحد الموظفين البارزين بالمجزرة لمرافقتنا في أقسامها جميعا بعد أن هيئوا لنا الملابس الخاصة المعقمة للدخول إلى داخل المجزرة.
وفي جولتنا تلك رأينا كيف يدخل الدجاج بعد ذبحه إلى أقسام المجزرة وكيفية تنظيفه وتقطيعه ثم تعليبه حسب المطلوب وغيرها من الطرق الكثيرة لأنواع التصنيع.
وبعد دخولنا إلى قسم التغليف...كانت هنالك المفاجئة التي أذهلتنا.
رأينا كمية من صناديق دجاج الكفيل مهيأة للتصدير إلى العراق، وهي من نفس دجاج المجزرة التي تعبأها بأسماء أخرى. هذا الدجاج الذي يباع عندنا في العراق على إنه منتج عراقي، ينتج من خلال القائمين على العتبة العباسية المقدسة في كربلاء وبإشرافهم وتحت سمعهم وبصرهم.
لم ندَع هذا الأمر يمر دون أن نعرف حقيقته. فاستفسرنا من طرف خفي من مرافقنا عن حقيقة الأمر، وكيفية إشراف العتبة على الذبح والتغليف؟ فجاء الجواب أن الذبح والتغليف يتم من قبل المجزرة نفسها، لكن باتفاق مسبق مع أشخاص طلبوا من المجزرة هذا الاسم وهذا التصميم للكيس والصندوق فقط، وإن الذبح والتغليف يتم من قبل عمال المجزرة الأتراك أنفسهم، وليس لهؤلاء الأشخاص (أصحاب العتبة) إلا الاستلام في العراق ثم تسديد المبلغ عبر حساب المجزرة في البنك. وهذا هو السياق المعمول به بين كل التجار والمجازر. يعني أن الدجاج هو نفسه نفسه ولكن بتسميات عديدة. حيث شاهدت هناك أربع أكياس (ماركات) لنفس المجزرة ولنفس الدجاجة.
وللتأكد من المعلومة سألنا السيد المدير هذا السؤال: هل نستطيع إذن أن تشتري دجاجكم ولكن بتصميم غلاف واسم آخر نختاره نحن؟ فأجاب بنعم ومن الممكن أن نتفق الآن على الاسم الذي تريدون ولون الكيس والتصميم الذي ترغبون به لكي نعمل (كليشة) خاصة بكم. (يعني دجاجة الكفيل هي نفسها ستصبح دجاجتنا ولكن باسم آخر).
ثم انظر للحيلة التي وضعها أصحاب (العتبة) ومجموعة كربلاء العالمية على صندوق الدجاج... فقد وضعوا على غلاف الصندوق إشارة باللغة الإنكليزية تقول (ORIGIN OF TURKEY) ومعناها (أصل تركي) وليس (TURKEY PRODUCTION) ومعناها(انتاج تركيا) أو (PRODUCED IN TURKEY) ومعناها (منتج في تركيا) كما يجب أن تكون. ثم وفي نفس المكان أسفل الصندوق مكتوب وبلغة عربية واضحة ...العراق – كربلاء المقدسة، إيحاءً منهم إلى الناس أن هذا الدجاج يربى ويذبح ويغلف هناك. وبهذه الحيلة الماكرة والتلاعب المكشوف يظنون أنهم يستطيعون البراءة من كل اتهام.
صرنا أنا وأصحابي يتلفت أحدنا على الآخر ونقول: لماذا هذا التحايل على الناس المساكين في العراق ممن يقدسون أسماء الأئمة الأعلام هناك؟ ما علاقة العباس (ع) بدجاج تركي يسمى باسمه وهو نفسه بأسماء أخرى، ثم يباع بأسعار أعلى بكثير جدا من نفس المنتج لكن باسم آخر؟ كيف رضيتم على أنفسكم يا من احتكرتم اسم العباس للتجاوز على كل القيم والمقدسات في سلب الناس أموالهم؟ وما ذلك إلا لأنهم وثقوا بكم وظنوا أن هذه الدجاجة لها ميزة خاصة،،، فهي بالإضافة لطعمها الطيب فإن فيها البركة لأنها ربيت وذبحت وغلفت في مكان محبب إليهم، وبطريقة أشرف عليها اختصاصيون راعوا هذا الاسم حقه وحفظوا قدسيته.
هذا هو حال الكفيل ودجاجه، والأمر نفسه ينطبق على المراد ودجاجه، وغيرها من الماركات المسجلة باسم أهل البيت "سلام الله عليهم". فيا أيتها العمائم هل بقي لكم طريق لم تسلكوه لسلب الأموال من الناس البسطاء، الذين ليس لهم إلا التمسك بكل ما هو مرتبط بمقدساتهم؟ ألا يكفي الضحك على ذقونهم وسلبهم قوت عيشهم بمختلف الحيل الخبيثة وبمجرد رميها على إمام لتخرجون منها بسلام.
ألا يكفي سلب الأموال عن طريق الدين حتى انقلبتم لسلبها عن طريق الدنيا... فأنتم تسلبونها من أناس بحجة صلاتكم وصيامكم عن موتاهم، وتأخذون الخمس منهم لمنفعتكم الخاصة، وتنهبون ما يجودون به لشبابيك الأئمة والأولياء. ثم لم يكفكم كل هذا حتى صرتم تسلبونها بالاحتيال عن طريق جعل اسم الأئمة ماركة مسجلة لكم حصرياً.