عدد القراء 533
لقد افرزت عملية الأحتلال الأمريكي والصفوي للعراق اوضاعا شاذة ومستهجنة كثيرة على الواقع الأجتماعي للبلد ومنها خاصة على طبيعة التركيبة السكنية والأجتماعية في ظل غياب تام لمعنى الدولة والأنظمة والقوانين وشيوع حالة الفوضى وتعدد مصادر القرار وتقاطعها بين ما يسمى بمسؤولي (جلاوزة) الأحزاب ووزارات الدولة وقطعات الحرس .
فبعد شيوع الفوضى وفقدان الأمن التي يتمتع بها الواقع العراقي بجدارة منذ كارثة الأحتلال العسكري الأمريكي للعراق وليومنا هذا ، اخذت قطعات الحرس على عاتقها مهمة ( حفظ ) الأمن المفقود في العراق وفي بغداد العاصمة خاصة ، وتقاسمت قطعات الحرس هذه المسؤولية واصبح لكل لواء أو فوج عسكري حصته من هذه المسؤولية ( الغنيمة ) ...!
فعند التفجيرات الإرهابية في مناطق بغداد مثلا أو الأغتيالات بكواتم الصوت، لن تجد اثرا لهذه القطعات العسكرية رغم كثافتها في شوارع بغداد ولكن المواطن العراقي يجدها حاضرة بكل وضوح في حالات جمع الأتاوات من المواطنين أو في حماية اوكار الرذيلة من تجمعات سكنية أو محلات لهو أو مطاعم او كازينوهات .
ولناخذ مثلا مهمات اللواء 24 من الفرقة السادسة الذي يمسك بمناطق حساسة من غرب بغداد وبضمنها منطقة المنصور ( مركز بغداد التجاري ).. فنجده بكل صلافة يحمي تجمعات الرذيلة التي أحتلت المباني الحكومية ونقابات منظمات المجتمع المدني إبان الغزو الأمريكي للعراق ولا زالت ، ومنها مبنى نقابة الأقتصاديين العراقية في شارع النقابات حيث عشعشت فيه خفافيش من الغجر وتقاسمت اروقة النقابة وغرفها هذه العوائل الساقطة التي تبيع الخمور والفجور فيها وبالدرجة الأساس لمنتسبي القوى الأمنية العاملة في تلك المناطق ولبقية الناس .
فالمواطن العراقي المنتسب لهذه النقابة العراقية العتيدة ( التي ضمت لعضويتها عباقرة علم الأقتصاد العراقي ) عند مراجعته لهذا المبنى لتجديد هوية الأنتساب أو لينتسب للنقابة إذا كان خريجا جديدا من الكليات العراقية فـأنه سوف لن يجد دائرة رسمية فيها موظفين ! ولكنه سيفاجأ بمنظر الساقطات بملابسهن الخليعة وقد انتشرت حبال غسيل الملابس في حدائق النقابة بما تحويها من ملابس داخلية فاضحة فتشمأز نفسه لهذا المنظر ! وأنه سيتقيأ لا محالة إذا علم أن هذا الصرح سيتحول في الليل إلى دار مجون وعهر لضباط ومنتسبي قوى الأمن والجيش .
أما المطاعم والكازينوهات التي انتشرت في المنصور في الآونة الأخيرة فما هي إلا تجمعات للرذيلة والفجور وتستقطب غالبية الشباب المنحرف ، فمثلا (مطعم وكازينو باريس) قرب السوق المركزي في المنصور ملكيته تعود لأحد كبار الضباط في الفرقة السادسة، ومن يسير بقرب المطعم يرى قطعات الجيش التي تحميه ! أما من يتورط ويدخله فانه سوف يرى بأم عينيه الفتيات المنحرفات في الطابق العلوي ينتظرن الزبائن من الشباب !! .
وأما التجمعات التجارية والطبية وشوارعها وازقتها في الحارثية والمنصور ونفق الشرطة فقد أصبحت مصدر دخل كبير إضافي لضباط اللواء 24 ، حيث تحولت إلى كراجات كبيرة لسيارات المراجعين الذين يدفعون اتاوات مرغمين لمنتسبي اللواء مقابل السماح لهم بركن سياراتهم قرب العيادات ومراجعة الأطباء .
هذه المظاهر ليست غريبة على المواطن العراقي واصبحت للأسف وبكل مرارة واقعا مرفوضا ينتظر زواله مع زوال الأحتلال لأن تغييره اصبح محالا من خلال القنوات الرسمية التي يمسك بها شواذ ساقطون، امثال (العميد علي عمران)، صاحب دور البغاء المشهور، أو علي كبابي (علي الدباغ) سمسار البغاء المشهور في دول الخليج.
** ولمن لا يعرف العميد (علي فاضل عمران العبيدي)، فهو الذي كان مسؤولا عن سجن (سور نينوى) السري سيء الصيت في مطار المثنى، والذي كان يشرف عليه ضباط تابعين للواء بغداد الذي يعمل بإمرة نوري المالكي شخصيا، وهو السجن الذي ارتكبت فيه انتهاكات خطيرة بحق المئات من السجناء السنة تخصيصا والتي اشتملت على اغتصاب المعتقلين بالجملة والتعذيب حتى الموت. وعلي فاضل عمران كان نفسه آمر اللواء 54 الذي تسبب في تفجيرات المنصور، وهو عبد مطيع لسيده مدير الامن والمعلومات في مكتب المالكي أبو علي البصري (عبدالكريم عبد فاضل حسين البصري)..
جدير بالذكر أن العقيد علي فاضل عمران كان يقوم بحملات اعتقال عشوائية للشباب من مناطق العامرية واليرموك والحارثية وأخذ فدية مقابل كل سجين بما لايقل عن 10 دفاتر.! واذا لم يتم دفع المبالغ تلفق تهما لهم بالارهاب ويأتي بمخبر سري ليشهد عليهم، ليتم بعدها سجنهم وتعذيبهم واغتصابهم وقتلهم .. فالممارسات التي حدثت داخل السجن كانت اجرامية بشكل لايوصف..
وكان قد صدر امر باعتقال العقيد علي فاضل عمران خطاب العبيدي، الذي يقود الكتيبة الثانية في الفوج الخامس في الفرقة السادسة للجيش العراقي، من قبل مكتب رئيس الوزراء يوم 17 ابريل 2007.. ولكنه على ما يبدو قد أقسم يمين الولاء المطلق لنوري المالكي وانخرط بإخلاص في إرهاب المواطنين..